حالات الاختطاف في الاردن

عمان ـ القدس العربي : دخل الحديث الشعبي عن ظاهرة اختطاف الاطفال والمتاجرة بالاعضاء البشرية بيوت غالبية الاردنيين خلال الاسبوع الماضي بعد ان تبادل المئات من المواطنين الاخبار والتعليقات حول عدة حالات اختطاف غريبة واعتداءات اغرب علي الاعضاء البشرية لبعض المخطوفين.
وفيما تلتزم السلطات الحكومية والرسمية الصمت المطلق ازاء هذه الشائعات، بدأت بعض المدارس الخاصة تقدم ارشادات لطلبتها الصغار حول ضرورة عدم السير منفردين والاسلوب الآمن في التعامل مع الغرباء وركوب السيارات، مما جعل قصص الخطف المفترضة متداولة ايضا بين جمهور الاطفال، علما بان الحكومة تلتزم الصمت تماما تجاه هذه القضية التي بدأت تشغل الرأي العام.
ويتحدث الاردنيون في بيوتهم بشكل مباشر عن عصابة عراقية منظمة فيها عدد من المختصين والاطباء ومتخصصة بخطف اعضاء البشر وسرقتها وبيعها، نقلت نشاطها المألوف في الساحة العراقية الي الاردن رغم عدم وجود ادلة واقعية حتي الان علي ذلك.
ويتبادل الاردنيون بعض القصص الغريبة التي ترتبط بحوادث اختطاف وقتل واعتداء غريبة وغير مألوفة في المجتمع الاردني، ويقدم بعض المواطنين شهادات يقولون انها موثوقة حول هذه الحوادث المنقولة عن اقرباء واصدقاء مجاورين لهم دون ان يتم الاعلان رسميا حتي الان عن اي حادثة.
وآخر واغرب القصص المتداولة حول مافيا عراقية للمتاجرة بأعضاء البشر موجودة في سوق التداول الشعبي منذ اربعة ايام وتقول بان لصا دخل احدي الشقق الراقية المستأجرة لصالح عراقيين في ضاحية عبدون الراقية غربي العاصمة عمان الا انه عثر في الثلاجة علي عدة اعضاء بشرية وقام بابلاغ السلطات بذلك.
ورغم الصمت الصحافي علي الموضوع الا ان اسبوعية المحور تبنت هذه القصة في عددها الصادر امس الخميس ونشرت علي غلافها تقريرا مفصلا حول نشاط المافيا المشار اليها، وحسب الرواية المنقولة عن حادثة عبدون فقد راقب احد لصوص الشقق شقة مهجورة ودخلها في غياب اصحابها بقصد السرقة لكنه لم يجد فيها ما يمكن حمله بالنسبة اليه فقرر فتح الثلاجة للحصول علي بعض الطعام لكنه شاهد اعضاء بشرية مجمدة فسلم نفسه للسلطات وابلغها بما حصل، وهذه الرواية يتناقلها الصحافيون والناس وان كانت صحيفة المحور قد نشرت بعض تفاصيلها.
ونقل صحافيون آخرون عن شهود عيان قولهم بأن فتاة من غربي عمان وجدت في حالة اغماء ووهن شديد بالقرب من احد مستشفيات الحكومة وسط عمان بعد ان اختفت 24 ساعة، وبعد الفحص تبين ان الفتاة فقدت حسب الرواية احدي كليتيها.
ويتداول الناس قصصا اخري عن اختطاف طفلين في منطقتين مختلفتين في العاصمة وسرقة قرنياتهما، فيما عثر علي جثتين لشابين قويين في مناطق مهجورة في اطار ادلة ظرفية يعتبرها الناس اساسا لما يتردد حول وجود نشاط اجرامي منظم غير مسبوق في الساحة المحلية عنوانه سرقة اعضاء البشر.
وفيما يبدو ان السلطات لا تتدخل لنفي هذه الأقاويل او تأكيدها يميل الجمهور للمبالغة بطبيعة الحال خصوصا في ظل التحفظات الرسمية، علما بان التصريح الوحيد الذي صدر حول هذا الموضوع قبل اسبوعين صدر عن ادارة الطب الشرعي التي نفت وجود امكانية فنية لسرقة اعضاء البشر خارج نطاق المستشفيات والمراكز الطبية الحديثة، معتبرة ان مثل هذه الجرائم معقدة وتحتاج لظروف خاصة علما بان البلاد نظيفة منها حسب الطب الشرعي الذي قال بانه لم يتعامل مع اي حالات من هذا الطراز.
في المقابل، يقول عراقيون واردنيون يعرفون العراق جيدا بان الاعتداء علي الاعضاء البشرية سلوك اجرامي معروف في العراق خلال سنوات الحصار التي سبقت الحرب الاخيرة، مما يرشح وجود احتمالات لانتقال هذا النشاط الاجرامي الي دول الجوار، خصوصا وان الحدود مع الاردن مفتوحة تماما وخالية من التعقيدات.
وكان من عادة الاثرياء الاردنيين خلال السنوات الاخيرة ان يذهبوا للعراق لشراء الكلي تحديدا من سوق عراقية نشطة في هذا الاتجاه قوامها وجود متبرعين عراقيين بكلاهم مقابل بعض المال، اذ ان هناك كلي متاحة بالاسواق، وان كان من الممكن ان تكون مسروقة، وفيما توجه فعلا في الماضي عشرات المرضي الاثرياء الاردنيين للسوق العراقية بحثا عن اعضاء بشرية اصبح الشارع الاردني الآن يخشي من ان يكون قد اصبح في الموقع المقابل.